تحدثنا مع النائب بالمجلس الشعبي الوطني، لعبيد لحسن، ممثل ولاية تندوف، وعضو اللجنة القانونية للحديث عن التطورات الاقتصادية والتنموية والتجارية التي تشهدها الولاية والتأثيرات المحتملة لهذه المشاريع على المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني.
حاورته: خليدة سفيان
طريق تندوف–الزويرات..فوائد اقتصادية جمة للولاية، للجزائر وموريتانيا
إقبال كبير على الأسواق الجوارية والسلع متوفرة

خلال حوار مع جريدة “المصدر”، تطرق لعبيد إلى الآثار المنتظرة لمشروع طريق تندوف – الزويرات على الاقتصاد المحلي في الولاية وعلى تعزيز التجارة بين الجزائر وموريتانيا. كما تحدث عن التسهيلات التي شهدتها المبادلات التجارية بين البلدين، والمشاريع التنموية التي تم تنفيذها في تندوف. بالإضافة إلى ذلك، تناول حالة الأسواق الجوارية في ولاية تندوف والجهود المبذولة لتحسين الظروف المعيشية والتجارية في الولاية.
بداية، ترأس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مؤخرًا اجتماع عمل خصص لمتابعة تقدم مشروع طريق تندوف – الزويرات، وكذلك ترقية المبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا. ما هي الآثار المتوقعة لهذا المشروع على الاقتصاد المحلي في ولاية تندوف، وعلى التجارة بين البلدين؟
يعد فتح الأسواق الأفريقية بوابة للتجارة عبر طريق معبد تم إنجازه بجهود جزائرية 100٪، ويخضع للسيادة الجزائرية لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد، وذلك بموجب اتفاقية دولية بين البلدين. سيعزز هذا الطريق التبادل التجاري بينهما، ومن ثمّ سينطلق المنتج الجزائري نحو مختلف الدول الأفريقية، مما سيؤثر إيجابًا على الاقتصاد الوطني والميزان التجاري الذي عانى من ركود وتراجع في السنوات الأخيرة. وستساهم هذه الإجراءات والتسهيلات في رفع قيمة الصادرات وتحسين الميزان التجاري، بعد أن كانت الجزائر دولة مستهلكة بالدرجة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، تشهد العلاقات التجارية بين البلدين نشاطًا ملحوظًا من خلال منطقة التبادل التجاري الحر عند النقطة 75، والتي تمتد على مساحة مائتي هكتار عبر المعبر الحدودي مصطفى بن بولعيد.
كيف تقيمون التقدم في المشاريع التنموية التي تم تنفيذها في الولاية؟
حظيت ولاية تندوف ببرنامج تكميلي هام بفضل الزيارتين المتتاليتين اللتين قام بهما رئيس الجمهورية. وقد تجلى ذلك خلال لقائه مع المجتمع المدني وأعضاء البرلمان، حيث تمخض عن هاتين الزيارتين إقرار برنامج تكميلي للولاية، شمل عدة جوانب تنموية هامة. فقد شهدت تندوف نهضة ملحوظة في مختلف المجالات، بدءًا من البنى التحتية وصولًا إلى التهيئة الحضرية. كما تم إنجاز مشاريع سكنية هامة، وتطوير المرافق التربوية، وتحديث المستشفيات التي ستتحول إلى أقطاب صحية متكاملة. وقد تم التكفل التام بكل ما تحتاجه هذه المنطقة، بعد أن عانت من التهميش في الماضي. واليوم، نعيش بحمد الله أفضل الظروف، حيث تشهد الولاية حركية مستمرة وورشة عمل دائمة، بفضل جهود السلطات المحلية التي تعمل على إنجاز المشاريع في آجالها المحددة، وذلك لإكمال البرنامج التكميلي الذي خُصص لتندوف. وبفضل هذه الجهود، تحسنت الأوضاع بشكل كبير، حيث تحولت من ولاية جنوبية معزولة في الماضي، إلى منطقة جاذبة للتجار وكبرى الشركات. كما ساهم إنجاز السكة الحديدية والمعبر الحدودي في تنشيط التبادل التجاري، مما انعكس إيجابًا على التنمية في الولاية.
ما هي المشاريع التي من المتوقع إطلاقها قريبًا في الولاية؟
إضافة إلى أن ولاية تندوف تشهد تطورات هامة في مجال البنية التحتية، حيث يجري العمل على إنجاز مشروع الطريق الذي يربط منطقتي الزويرات بمسافة تقدر بـ 850 كيلومترًا، والذي تشرف عليه عدة مؤسسات جزائرية. هذا المشروع الذي يشهد وتيرة إنجاز متسارعة، سيُحدث انتعاشًا اقتصاديًا كبيرًا في هذه الولاية الحدودية، خاصة بعد استكمال ربط خط السكة الحديدية بين تندوف وبشار، ثم غار جبيلات، وصولًا إلى المنطقة الحرة. هذا الربط سيسهل نقل السلع والخدمات إلى هذه المنطقة، مما سيساهم في تنشيط حركة العبور عبرها. بالإضافة إلى ذلك، تم إنجاز مصنع غار جبيلات للمعالجة الأولية للحديد الخام، والذي سيكون له دور كبير في تطوير الصناعة المحلية.
تم الافتتاح الرسمي للأسواق الجوارية التضامنية على مستوى ولاية تندوف، كيف هي الأجواء في الولاية؟
تم افتتاح سوق جواري في تندوف، شهد تحضيرات واسعة وإقبالًا كبيرًا من المواطنين، حيث تم توفير المواد والسلع بكميات كافية خلال شهر رمضان الكريم. ومن خلال متابعتنا وتواصلنا المستمر مع السلطات المحلية، وقفنا على التنفيذ التام لهذا البرنامج، حيث تتوفر السلع في المخازن بوفرة كبيرة، وهي بحمد الله في متناول الجميع. وقد استبشر الناس بهذا السوق خيرًا، حيث كانت التحضيرات جارية قبل رمضان بخمسة عشر يومًا، مما ساهم في تجنب أي ندرة أو مضاربة في الأسعار. وسيعرف السوق الجواري في هذا الشهر الكريم رواجا وإقبالًا، حيث تم الاستعداد له بشكل جيد. وقد قامت مديرية التجارة، بالتنسيق مع الغرفة التجارية، بجهود كبيرة لجلب المواد غير المتوفرة في ولاية تندوف، لتلبية احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان، الذي يعتبر فترة استهلاكية بامتياز.